في سبيل تعزيز التعاون ذي المنفعة المتبادلة
سبق وأعلنا أن معالي السيد محمد نواز شريف رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية تلبية لدعوة فخامة الرئيس إسلام كريموف رئيس جمهورية أوزبكستان وصل إلى بلادنا بزيارة رسمية في اليوم الـ17 من شهر نوفمبر الجاري.
سبق وأعلنا أن معالي السيد محمد نواز شريف رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية تلبية لدعوة فخامة الرئيس إسلام كريموف رئيس جمهورية أوزبكستان وصل إلى بلادنا بزيارة رسمية في اليوم الـ17 من شهر نوفمبر الجاري.وجرى مراسم الاستقبال الرسمي لرئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية في قصر كوكصراى الرئاسي. واصطف حرس الشرف تكريما لضيف بلادنا الكبير. وصعد فخامة الرئيس إسلام كريموف ومعالي السيد محمد نواز شريف على المنصة. وعزف نشيدا كلا البلدين.
وخلال المحادثات أولى فخامة الرئيس إسلام كريموف ومعالي السيد محمد نواز شريف اهتماما رئيسيا بوضع حالي وآفاق تطوير التعاون بين بلدينا وتعزيز الأمن الإقليمي.
وأشاد رئيس دولتنا بأن أوزبكستان تنظر إلى باكستان كبلد هام يلعب دورا هاما في السياسة الإقليمية وحل القضايا الدولية ليس فقط من خلال قدراته السياسية والاقتصادية والحربية والتقنية والبشرية فحسب بل بفضل وضعه الجيوسياسي الملائم وسياسته الخارجية الموزونة. وأضاف أن الزيارة الحالية تكون مرحلة جديدة هامة في العلاقات الأوزبكية الباكستانية بعيدة المدى وتعطي دفعة إضافية للتعاون متعدد الجوانب وذي المنفعة المتبادلة بين البلدين.
وبدوره أكد رئيس وزراء باكستان على سعادته من زيارة أوزبكستان التي تتمتع بالسلام والاستقرار من خلال سياسة فخامة الرئيس إسلام كريموف الحكيمة وبعيدة النظر. وتحقق أوزبكستان إنجازات في كافة الأصعدة وتحتفظ بمؤشرات النمو الثابت للناتج المحلي الإجمالي بنسبة أكثر من 8% خلال السنوات الأخيرة وذلك بغض النظر عن التعقيدات في الاقتصاد العالمي. وتخدم حوارات القمة المنتظمة بين البلدين في تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية وتعزيز التعاون في مجالات الأمن والطاقة.
وأقامت جمهورية أوزبكستان العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية باكستان الإسلامية في 10 مايو عام 1992. وتجري الحوارات السياسية على مختلف المستويات بين بلدينا.
وتهتم باكستان بقدرات أوزبكستان الاقتصادية الضخمة وموقعها الجيوستراتيجي وبنيتها التحتية المتطورة. ومن جانبها ترى أوزبكستان في باكستان شريكا هاما في توفير الأمن الإقليمي ويمتلك سوقا واعدا وموانئ بحرية تهتم أوزبكستان بها.
ويدعم كلا البلدين بعضهما البعض على الساحة الدولية. وأثناء قمة منظمة شنغهاي للتعاون الأخيرة في شهر يوليو الماضي بمدينة أوفا تم اتخاذ القرار الخاص ببدء عملية قبول باكستان لعضوية منظمة شنغهاي للتعاون. وهذا أيضا يخدم في تطوير التعاون ذي المنفعة المتبادلة ومتعدد الجوانب بين بلدينا.
وترغب أوزبكستان وباكستان في إقامة السلام والاستقرار في أفغانستان بصفة البلدين المجاورين لها. وإن إقامة السلام في هذا البلد تتيح فرصة لإنشاء ممرات النقل المباشرة بين أوزبكستان وباكستان واطراد توسيع العلاقات التجارية والاقتصادية.
وأولى فخامة الرئيس إسلام كريموف ومعالي السيد محمد نواز شريف اهتماما خاصا بقضايا أفغانستان مشيرين إلى أن قضايا أفغانستان يمكن أن تنحل فقط عبر إجراء المفاوضات السياسية السلمية تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة والتوصل إلى الوفاق بين الأطراف المتنازعة. وكما ناقش قادة البلدين مسائل تعزيز الأمن الإقليمي والتعاون في مواجهة الإرهاب والتطرف وتجارة المخدرات.
وخلال مباحثات القمة تبادل الجانبان الآراء حول مسائل تطوير التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري والثقافي والإنساني بين البلدين.
ووقع كلا البلدين حتى الآن على 42 وثيقة في مختلف المجالات من بينها اتفاقيات التعاون التجاري والاقتصادي، وتشجيع الاستثمارات المتبادلة وحمايتها، ومنع الازدواج الضريبي والتي تخدم في تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بينهما.
وتصدر أوزبكستان الغزول والجلود إلى باكستان وتقدم خدمات النقل والسياحة. ومن جانبها تصدر باكستان إلى بلادنا المستحضرات الطبية والمنتجات الكيماوية والزراعية وتقدم خدمات النقل.
وتم تأسيس 57 مؤسسة مشتركة في أوزبكستان بمساهمة رأس مال باكستان. وتعمل هذه المؤسسات المشتركة في مجالات التجارة والمنسوجات والجلود وإنتاج المواد الغذائية والأوراق وتقديم الخدمات في مجالات النقل والسياحة. وشارك المستثمرون الباكستانيون مشاركة فعالة في منتدى الاستثمار الدولي المنعقد مؤخرا في العاصمة مدينة طشقند.
وخلال المفاوضات تمت الإشارة إلى أن مستوى حالي للتبادل التجاري بين البلدين لا يطابق لقدرات أوزبكستان وباكستان الاقتصادية والإمكانيات المتاحة لديهما. ومن هذا المنطلق اتفق الطرفان على تفعيل اللجنة الأوزبكية الباكستانية المشتركة الحكومية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني.
وأشاد الجانبان بأن تطوير العلاقات بين أوزبكستان وباكستان يخدم ليس فقط في تحقيق مصالح البلدين طويلة الأجل فحسب بل تؤثر إيجابيا على تعزيز الأمن وتطوير العلاقات في مجالات التجارة والاقتصاد والمواصلات والإنسانية في المنطقة بأكملها.
ويرتبط تاريخ أوزبكستان وباكستان بعضهما البعض وأصبح تراث أجدادنا العلمي والإبداعي ملكا مشتركا لشعبينا. ويلعب التعاون الثقافي والإنساني دورا هاما في العلاقات الأوزبكية الباكستانية. وبدأت جمعية صداقة "أوزبكستان - باكستان" نشاطاتها منذ عام 1991. ونظمت هذه الجمعية عددا كبيرا من الفعاليات العلمية والثقافية. ويشارك ممثلو أوزبكستان وباكستان في الحفلات والمهرجانات والمعارض والمسابقات الرياضية المقامة في كلا البلدين. وخاصة يشارك الفنانون الباكستانيون مشاركة منتظمة في مهرجان "Sharq taronalari" ("الموسيقي الشرقية") الموسيقي الدولي المقام في مدينة سمرقند.
وتم تنظيم المؤتمرات العلمية والتطبيقية تكريسا لحياة ونشاطات أبو علي ابن سينا وعليشير نوائي وظهير الدين محمد بابر في باكستان. وتمت ترجمة أعمال العلماء والكتاب والشعراء الأوزبك إلى لغة الأردو. وتم إنشاء مركو لغة وأدب الأردو في عام 2009 بجامعة طشقند الحكومية للغات الشرقية.
وتوجد في البلدين فرص هائلة لتطوير التعاون في مجال السياحة. ويرغب الباكستانيون في الاطلاع على الآثار التاريخية والأماكن المقدسة بأوزبكستان.
وفي ختام مفاوضات وقع فخامة الرئيس إسلام كريموف ومعالي السيد محمد نواز شريف على البيان المشترك بين جمهورية أوزبكستان وجمهورية باكستان الإسلامية. كما تم التوقيع على الوثائق الثنائية الرامية إلى تطوير العلاقات التجارية وتوفير التسهيلات الإضافية في مجال الضرائب وترسيخ التعاون بين وزارتي الخارجية.
وأثناء اللقاء مع ممثلي وسائل الإعلام أكد رئيس جمهورية أوزبكستان ورئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية على أن الحوار البناء خلال القمة الأوزبكية الباكستانية ركز على تبادل الآراء حول مسائل التعاون المتبادل وبعض القضايا الإقليمية والدولية الهامة. وأشار الجانبان إلى أن هذه الزيارة تفتح صفحة جديدة في التعاون ذي المنفعة المتبادلة بين البلدين وتعطي دفعة إضافية إليه.
وتستمر الزيارة الرسمية لمعالي السيد محمد نواز شريف رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية لبلادنا.